حسنى عبد ربه محاصر بثلاثة لاعبين من الجزائر فى مباراة المنتخبين الأولى بالبليدةلاقت مبادرة «المصرى اليوم»: «وردة لكل لاعب جزائرى» قبولاً إعلامياً جرائرياً كبيراً، وشهد برنامج «٩٠ دقيقة» مساء أمس الأول مباراة إعلامية بين مجدى الجلاد، رئيس تحرير «المصرى اليوم» وخالد مكيد، رئيس تحرير جريدة «الهداف» الجزائرية، الأكثر انتشاراً فى الجزائر.
تبارى الجلاد ومكيد وشاركهما معتز الدمرداش مقدم البرنامج فى إظهار مدى قوة العلاقة بين الشعبين المصرى والجزائرى، وأعلنا أن مبادرة «المصرى اليوم» تظهر أن خلفها رجلاً مصرياً أصيلاً صاحب تاريخ ومبادئ وأخلاق مصرية أصيلة.
رد الاثنان على أسئلة الدمرداش حول التعصب بإجابات مختلفة لكنها متطابقة فى المعنى وهى أن الثأر بين المنتخبين المصرى والجزائرى سينتهى مع صافرة الحكم وبعدها سيشجع الشعبان المنتخب الذى سيصعد سواء كان مصر أم الجزائر.
فى البداية قال الجلاد: إن الصحافة الرياضية وصلت لمرحلة خطيرة لا يمكن السكوت عليها، خاصة أن مصر تربطها علاقة وطيدة بالجزائر وأن تكوين وجدان الشعب الجزائرى متأثر بثقافة وتكوين الشعب المصرى.
أضاف: مصر يجب أن تقدم نموذجاً وتجسد قدوة، وإذا كان الشعب المصرى قد شجع غانا فى نهائى كأس العالم للشباب لأنه من القارة ويحمل بشرتنا السمراء فما بالنا بمنتخب عربى مسلم تربطنا به علاقات وطيدة.
وأكد الجلاد أنه سيذهب للمطار حاملاً الورود للمنتخب الجزائرى وسيصاحبه عدد كبير من الفنانين والرياضيين وقادة الرأى، معيباً على بعض الصحف الغربية، خاصة الجارديان، النفخ في النار والتى وصفت المباراة بأنها مباراة الكراهية،. وراهن «الجلاد» على أن الجمهور المصرى سيضرب مثلاً يقتدى به فى كل دول العالم.
من جانبه، قال خالد مكيد، رئيس تحرير جريدة «الهداف» الجزائرية، الأوسع انتشاراً وسط الرياضيين بالدولة الشقيقة، إن الشعوب العربية عاطفية تكسب حبها واحترامها بوردة وكلمة طيبة، وأكد أن الشعب الجزائرى لا يكن لمصر سوى الحب والتقدير وأنه سيلبى مبادرة «المصرى اليوم» مشيراً إلى الاستقبال الذى لاقاه النجم محمد أبوتريكة لاعب المنتخب المصرى لدى تكريمه بالجزائر، وقال: «استقبلناه بشاحنة ورود».
وتوقع مكيد أن يصل عدد الجمهور الجزائرى الذى سيحضر المباراة ١٠ آلاف مشجع ثلثهم من الجزائر والباقى من الجاليات الجزائرية فى أوروبا.
كان المهندس حسن صقر، رئيس المجلس القومى للرياضة، قد أكد لدى استقباله بمكتبه السيد عبدالقادر حجار، السفير الجزائرى بالقاهرة، ومحمد روراوة، رئيس اتحاد الكرة الجزائرى، بحضور سمير زاهر وهانى أبوريدة، على علاقات الأخوة والمحبة بين البلدين الشقيقين وارتباطها على مدار التاريخ وأنها فوق أى أفكار أو بلبلة بين قلة من الأفراد من البلدين،
مشيراً إلى أن المباراة المقبلة بين مصر والجزائر هى مباراة رياضية فى المقام الأول والطبيعى أن يوفق أحد المنتخبين ويصعد للمونديال وفى النهاية سيكون هناك ممثل للعرب فى المونديال.
وأكد عبدالقادر حجار، السفير الجزائرى، أن المباراة تحددها أقدام اللاعبين فى الملعب وليس ما قام به بعض الإعلاميين فى البلدين من مهاترات وتجاوزات فى حق الشعبين الشقيقين لأنها أمر مرفوض، وطالب رجال الإعلام بالعمل على تهدئة الأجواء للمحافظة على العلاقات المتميزة بين البلدين،
مشيراً إلى أن العلاقات المصرية الجزائرية تاريخية وتعود لاختلاط الدم المصرى والجزائرى فى الحروب التى خاضها الشعبان لأن مصر وقفت بجانب الجزائر ضد الاستعمار الفرنسى كما وقفت الجزائر بجانب مصر فى حروب ٦٧ والاستنزاف و٧٣.. كما دعا السفير الجزائرى كلاً من زاهر وروراوة إلى العمل سوياً لتهيئة الأجواء لإقامة المباراة فى جو من الروح الرياضية.
وأضاف محمد روراوة، رئيس الاتحاد الجزائرى لكرة القدم، أنه على الجميع وضع المقابلة فى إطارها المحدد والتى يحدد مصيرها اللاعبون وعلينا جميعاً المحافظة على العلاقات الأخوية لأن الهدف هو وصول فريق عربى للمونديال وأن يقف الجميع وراء الفائز فى جنوب أفريقيا سواء كانت مصر أو الجزائر.
وفى نفس السياق، دعا وزير الاتصالات الجزائرى عزالدين ميهوبى وسائل إعلام بلاده إلى عدم المس بالعلاقات مع مصر وعدم الانسياق وراء الشائعات خلال المعالجة الإعلامية للمباراة.
وقال ميهوبى فى لقائه بالإعلاميين الرياضيين الجزائريين إن العلاقات التاريخية المميزة والقواسم المشتركة بين الجزائر ومصر أكبر بكثير من نتيجة مباراة تلعب فى ٩٠ دقيقة حتى لو كانت نتيجتها النهائية هى المحددة لهوية المتأهل لكأس العالم.
وأضاف: «صحيح أن لكل منتخب حظوظه، وكل واحد منا سواء كان جزائريا أو مصرياً يريد أن يتأهل منتخب بلاده إلى كأس العالم، لكن لا يجب أن يكون ذلك على حساب العلاقات القوية بين البلدين».
ودعا ميهوبى الإعلام الجزائرى إلى تحرى المصداقية وتبنى الاحترافية فى التعامل مع المباراة، مشدداً على ضرورة تجاهل ما تنشره بعض المنتديات التى لا تعبر إلا عن أصحابها ولا تلزم بالضرورة مصر وصحفييها فى إشارة إلى بعض المقالات والحصص التليفزيونية التى تريد الإساءة للجزائر تاريخاً وشعباً.
وأثنى على ما وصفه بالتصريحات المسؤولة لرئيس المجلس الأعلى للرياضة فى مصر حسن صقر وبعض اللاعبين القدامى والتى تصب كلها فى خانة تلطيف الأجواء قبل المباراة الحاسمة، كما أكد أن عدداً من الصحفيين المصريين اتصلوا به وأعلنوا له براءتهم من هذه الحرب الإعلامية «القذرة»!
وقال ميهوبى: «مهمة منتخبنا هى تحقيق التأهل داخل الملعب بينما مهمة الصحفيين الجزائريين هى الوقوف إلى جانب المنتخب بإبعاده عن الضغط وخدمة للمصلحة الوطنية ومراعاة العلاقات المميزة بين الشعبين الجزائرى والمصرى التى تبقى فوق كل اعتبار».